مدونة البوابة

برنامج بولدر للتمويل الأصغر بعيون عربية

تجربة المشاركين من البلدان العربية في البرنامج الصيفي المكثف لبناء قدرات ممارسي التمويل الأصغر
صورة جماعية للمشاركين من البلدان العربية. معهد بولدر للتمويل الأصغر 2016.

في صيف 2016، حضر 23 مشاركا من ست دول عربية برنامج بولدر للتمويل الأصغر باللغة الإنجليزية والفرنسية – وهو برنامج تدريبي مكثف يتم تقديمه على مدار ثلاثة أسابيع حول آخر الاتجاهات في مجالات التمويل الأصغر والشمول المالي. ويقوم معهد بولدر للتمويل الأصغر بتقديم هذا البرنامج منذ عام 2005 أي ما يزيد عن عقدين من الزمن، ويتم تنظيم البرنامج في مقر مركز التدريب الدولي التابع لمنظمة العمل الدولية في مدينة تورينو بإيطاليا.

وقد أتيحت الفرصة للبوابة العربية للتمويل الأصغر لإجراء مقابلات شخصية مع بعض المشاركين بالإضافة إلى عضو هيئة تدريس؛ و ذلك لمناقشة مدى أهمية البرنامج من أجل تعزيز الشمول المالي في المنطقة العربية.

ووفقا لسحر الطيبي، المدير التنفيذي لشبكة التمويل الأصغر للبلدان العربية "سنابل" و عضو هيئة التدريس بمعهد بولدر، فإن برنامج العام الماضي قد جذب عددا أكبر من المعتاد من المشاركين من المنطقة. و قد أبدت الطيبي تقديرها لمدى التنوع ضمن مجموعة المشاركين من حيث التغطية الجغرافية وتمثيل المرأة بالإضافة إلى الخلفية المؤسسية. وأضافت قائلة: "لقد ضمّت المجموعة المشاركة كلا من المؤسسات المالية الكبيرة والناشئة، والجهات التنظيمية، وصانعي السياسات، بالإضافة إلى عدد من المستثمرين".

و قد أشادت كارن بشاي، مسؤول مساعد للعمليات بمؤسسة التمويل الدولية بمصر، باستفادتها من الخبرات التي قدمها البرنامج من خارج نطاق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأضافت قائلة: "إن مجموعة المشاركين متنوعة للغاية بحيث يمكنك تعلم الكثير بمجرد التحدث معهم عند تناول القهوة أو الغداء". و قد شاركتها الرأي سلمى بهجت، مسؤول تسويق بمؤسسة التضامن للتمويل الأصغر المصرية. و قد رأت سلمى أن التفاعل مع المشاركين من جميع أنحاء العالم كان في حد ذاته تجربة عظيمة. وأضافت قائلة: "إننا عندما نستمع إلى آراء مختلفة ونتبادل الأفكار، فإننا نتعلم مما قام الآخرون بتطبيقه في أسواقهم ونستكشف الآراء ونطوّعها لكي تتناسب مع منطقتنا". وقد رأت أيضا بأن التفاعل مع مؤسسات مختلفة مثل مؤسسات التمويل الأصغر والجهات التنظيمية والبنوك ؛ من شأنه توفير صورة كاملة عن كيفية نجاح التمويل الأصغر وكذلك عن كيفية تحقيق الشمول المالي.

وقد أعرب وليد سمارة من البنك المركزي الأردني عن تقديره للتفاعل الدولي بالإضافة إلى ثراء وتنوع المنهج الدراسي. و قد ثمّن بشكل خاص تعلم أفضل الممارسات والمعايير لتحقيق الأداء المالي والاجتماعي الجيد لمؤسسات التمويل الأصغر ، ومبادئ حماية العميل ، ودور الجهات التنظيمية في قطاع التمويل الأصغر. وأضاف قائلا: "إن هذه المعرفة ضرورية لتعزيز القيام بدوري داخل إدارة البنك المركزي المسؤولة عن الإشراف على شركات المعلومات الائتمانية ومؤسسات التمويل الأصغر بالأردن". وأضاف ، أن أحد الدروس المستفادة هي مدى أهمية التنسيق بين جميع الأطراف المعنية من أجل بذل جهود فعّالة للنهوض بالشمول المالي على الصعيد الوطني.

أما نهى السيد، مدير التسويق والتواصل لمؤسسة التضامن، فقد قدّرت الدورات التدريبية المتعلقة بالتسويق الفعّال وتنوع المنتجات. و الت: "إن ما تعلمته في معهد بولدر من الممكن أن يجعل مؤسستي قادرة على خدمة المزيد من العملاء والوصول إلى الأسواق المحرومة وتلبية احتياجات عملائنا، وبالتالي إحراز المزيد من التقدم نحو تحقيق أهدافنا المالية والاجتماعية". كما رأى بيشوي ألفريد، مدير المخاطر بمؤسسة التضامن أن منهج إدارة المخاطر مفيد جدا لأنه يقوم بتزويده بالأدوات والتقنيات المتقدمة والضرورية لأداء عمله.

و صرحت دلال تكلا، مدير الموارد البشرية والتطوير بجمعية رجال الأعمال والمستثمرين لتنمية المجتمع المحلي بالدقهلية: "إن التغيير حقيقة واقعة ويجب على مؤسسات التمويل الأصغر مواجهة ذلك حيث ان التطوير لا مفر منه". لقد أتت دلال إلى معهد بولدر بهدف كسب المعرفة وتعزيز المهارات اللازمة من أجل عملية التحول المرتقبة لجمعية الدقهلية من منظمة غير حكومية إلى شركة خاصة للتمويل الأصغر. وقد أضافت قائلة: "لقد كانت فرصة جيدة جدا للتواصل والتعلم من دراسات الحالة والموائد المستديرة، والتعرف على أفكار وأدوات وخدمات جديدة من أجل نمو النشاط وكذلك فهم أفضل لأبعاد الشمول المالي والمنظومة المتكاملة اللازمة".

أما فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه المشاركين في المنطقة العربية ، فقد توافق معظم المشاركين الذين تمت مقابلتهم بأن اللغة تمثل عائقا لهم بالإضافة إلى التكلفة المالية. وبالرغم من ذلك فإن المنهج الفرنسي للبرنامج يقوم بخدمة المشاركين من الدول الفرانكفونية (مثل دول المغرب العربي: الجزائر وتونس والمغرب).  كما يوجد قدر لا يستقل به من الموظفين من المستويات الإدارية المتوسطة الذين يمكنهم الفهم والتحدث باللغة الإنجليزية بمؤسسات التمويل الأصغر من المنطقة. ومع ذلك لقد صرح المشاركون بأنه سوف يكون من المفيد جدا تطوير نسخة مكثفة من البرنامج (عشرة أيام على سبيل المثال) ليتم تقديمها في المنطقة وباللغة العربية وذلك من أجل تحسين الوصول إلى البرنامج بشكل أكبر؛ مثلما هو الحال مع برنامج التدريب لمعهد بولدر للتمويل الأصغر باللغة الأسبانية والذي تم تقديمه في شهر مارس/آذار بالمكسيك.

وأضافت سحر الطيبي المديرة التنفيذية لسنابل قائلة: "إننا نحتاج إلى تغيير في طريقة تفكير الإدارة العليا لمؤسسات التمويل الأصغر في منطقتنا". وهي تعتقد أن مستويات المشاركة المنخفضة من المنطقة العربية بوجه عام في برنامج  بولدر ترجع إلى وجود فجوة بين تصورات صانعي القرارات في مختلف المؤسسات عن برامج التدريب التقليدية وبين واقع التجربة الفريدة التي يقدمها معهد بولدر. وقد أشارت إلى أن ما يجعل برنامج  بولدر متفردا هو التفاعل الثري والمتنوع الذي يقدمه ما يزيد عن 300 مشاركا يمثلون حوالي 90 دولة من جميع أنحاء العالم في إطار معهد دراسي صيفي، بالإضافة إلى فريق الخبراء الممثلين في هيئة التدريس. وقد أضافت قائلة: "إن المشاركين يأخذون معهم ثروة من المعرفة الجديدة وكذلك خبرات طويلة الأمد وذكريات وصداقات نادرا ما يتم تحقيقها في أي بيئة أخرى". و قد أيدت نهى السيد ذلك بأن اللحظات التي لا تنسى خلال البرنامج هي التي شعرت فيها بعودتها مرة أخرى إلى سنوات الجامعة حيث كانت أهم الأمور هي التعلم وتكوين الصداقات.

وأشارت كارن بشاي من مؤسسة التمويل الدولية: "يجب أن يكون هناك التزام أكبر من الإدارة العليا بإرسال الموظفين الذين يمكنهم الحضور وربما زيادة فرص التمويل المشترك بالإضافة إلى المنح الدراسية من أجل تشجيعهم على القيام بذلك". وتجدر الإشارة إلى أن كل من صندوق سند لتمويل المشروعات الصغرى والصغيرة والمتوسطة ومؤسسة التمويل الدولية قد قاما بتوفير منح دراسية لعدد من المشاركين من المنطقة في العام الماضي.

وقد أضافت سحر الطيبي قائلة: "يجب أن يقوم أصحاب المصلحة المعنيين في المنطقة بالاستثمار في رأس المال البشري الذي لديهم والقيام بإدارة مجموعة المهارات التي يمتلكونها بمؤسساتهم وذلك من أجل إمكانية تحقيق الشمول المالي بالمنطقة". هذا وتجرى حاليا محادثات بين سنابل ومعهد بولدر حول مبادرات مشتركة خاصة للمنطقة وسوف يتم الإعلان عنها بمجرد بلورتها وتحويلها إلى برامج واقعية.

إن معهد بولدر بجانب تقديمه لبرنامج تدريب التمويل الأصغر باللغتين الإنجليزية والفرنسية ؛ يقوم أيضا بتقديم برنامج خاص يركز على التمويل الريفي والزراعي. كما يقدم برنامجا جديدا هذا العام خاص بالخدمات المالية الرقمية. وفي الخريف الماضي وبالشراكة مع مؤسسة التمويل الدولية قام معهد بولدر بإطلاق برنامج "العودة إلى بولدر: التعامل الإستراتيجي مع المخاطر" – وهو عبارة عن برنامج لمدة خمسة أيام مخصص لقادة صناعة التمويل الأصغر حول العالم، يركز على التحديات والفرص لإتاحة الوصول إلى التمويل في القرن الحادي والعشرين مع وجود منافسة متزايدة وإمكانات وسائل التكنولوجيا الجديدة. وقد حضر النسخة الأولى من برنامج "العودة إلى بولدر" في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016 بواشنطن العاصمة بالولايات المتحدة الأمريكية، 16 مشاركا من 9 مؤسسات تمويل أصغر من البحرين ومصر ولبنان والأردن والمغرب وفلسطين وتونس.

اترك تعليق

يقوم فريق تحرير البوابة بمراجعة وإدارة نشر التعليقات. نرحب بالتعليقات التي تقدم ملاحظات وأفكار ذات صلة بالمحتوى المنشور. تعلم المزيد.