مدونة البوابة

الصمود والأمل: تصوير الشمول المالي في أفريقيا

الإعلان عن الفائزين في مسابقة سيجاب للتصوير والفيديو لعام 2018
إمرأة شابة سودانية والتطلع إلى المستقبل، تصوير هشام فتحي، السودان. الجائزة الكبرى، مسابقة سيجاب للتصوير 2018 CGAP.

تعكس الصورة الفائزة بالجائزة الكبرى في مسابقة سيجاب للتصوير في دورتها ال13 بشكل غير مباشر المستقبل غير المؤكد للعديد من النساء الشابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يُظهر هشام فتحي في صورته المثيرة للتفكير، إمرأة سودانية شابة تنظر إلى الأفق بهدوء حيث تميل بظهرها ضد سياج ، يمكن أن يحبسها أو يحررها. إن فقر المشهد المحيط لا يمنع المرأة الشابة من إمتلاك هاتفًا ذكيًا ، مما يتيح لها الوصول إلى عالم بعيد عن واقعها. وعلى الرغم من أنها متصلة رقميًا بعالم أوسع من خلال خدمة الواتس آب للرسائل، التي كانت تستخدمها قبل التقاط الصورة، فإن المرأة الشابة لا تزال محددة بسبب ظروفها المالية والاجتماعية.

دعت المجموعة الاستشارية لمساعدة الفقراء (سيجاب) المصورين من جميع أنحاء العالم لمسابقة عام 2018 للتعبير بصريا عن إمكانية تأثير تعميم الخدمات المالية على المستبعدين ماليا والذي يبلغ عددهم حوالي  1.7 مليار شخص حسب آخر البيانات من المؤشر العالمي للشمول المالي. وللمرة الأولى، ركزت مسابقة سيجاب للتصوير على قارة بعينها وهي أفريقيا، كما فتحت المجال أمام أفلام الفيديو القصيرة.

ولقد تم اختيار صورة هشام فتحي بعنوان "الأمل في المستقبل" للفوز بالجائزة الكبرى من بين 614 صورة من أكثر من 30 دولة أفريقية. وعلقت ميبيا كيبونا كلارك، عضوة في لجنة تحكيم المسابقة وأستاذة مساعدة للدراسات الأفريقية في جامعة هوارد بواشنطن العاصمة عن الصورة الفائزة: "إن الصورة معبرة للغاية وقابلة لتفسيرات متعددة. كما أن الطريقة التي تمسك بها المرأة الشابة هاتفها تترك مساحة للتفكير في الاحتمالات الممكنة".

في الوقت الذي يزداد فيه عدد الرجال والنساء حول العالم الذين يحصلون على الخدمات المالية من خلال مؤسسة مالية أو هاتف نقال؛ لا تزال معدلات الشمول المالي في أفريقيا أقل من المناطق الأخرى. وحسب المؤشر العالمي للشمول المالي لعام 2017، تبلغ نسبة البالغين الذين لديهم حساب حوالي  70 في المائة في جنوب آسيا وفي شرق آسيا والمحيط الهادئ؛ و65 في المائة في أوروبا وآسيا الوسطى؛ و54 في المائة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي مقارنة بنسبة 43 في المائة في أفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. علاوة على ذلك، ان فجوة الشمول المالي بين الجنسين في البلدان النامية لم تشهد أي تحسن وثابتة عند 9 نقاط مئوية. والجدير بالذكر أن النساء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هن الأكثر استبعاداً من الناحية المالية بين نساء العالم. مثل المرأة الشابة في الصورة الفائزة التي تملك هاتفا جوالا ولكن قد لا يكون لديها حسابا ماليا، بإمكان الهواتف المحمولة أو الهواتف الذكية إذا وغيرها من التقنيات الرقمية أن تكون أدوات فعالة بالنسبة إلى 81 في المائة من النساء حول العالم.

كما يلعب الشمول المالي أيضا دوراً هاماً في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وخاصة للنساء والفئات المهمشة الأخرى. ويمكن أن يساعد في تأمين الوصول إلى الخدمات الأساسية المتغيرة للحياة، مثل التعليم والصحة، التي تساعد النساء والرجال على اقتناص الفرص الجديدة وبناء سبل العيش المستدامة.

لمسابقة عام 2018 ، دعت سيجاب المشاركين للتقديم في ثلاثة مجالات أساسية  لتعزيز الشمول المالي. في فئة الوصول إلى الأشخاص المستبعدين، تُعبر الصورة الفائزة من كلفن كاريثي من كينيا، عن تمكين التكنولوجيا المالية لكبار السن؛ وفي فئة الشباب، يُجسد أنس كمال من مصر الصمود والتفاؤل. وتعلق إنديرا ويليامز بابيتش، مديرة التصوير في متحف الأخبار بواشنطن وعضوة لجنة التحكيم  على الصورة: "الشاب مدفوع من الخلفية الضبابية وعلى وجهه ابتسامة جميلة تثير إحساسا بالتفاؤل". وفي فئة التمويل الرقمي والتنمية، تُظهر صورة أليسون رايت من الولايات المتحدة  الأمريكية الابتكار في كيفية مساهمة التمويل الرقمي في شراء موقد  الذي يتم استخدامه بعد ذلك للوصول إلى الطاقة ومن ثم لشحن الهاتف المحمول في أوغندا.

كما فاز الفيلم القصير "الدعم من خلال المحفظة الإلكترونية" لغنيم زابدييل ميجناكي من توغو بالجائزة الكبرى لأفلام الفيديو القصيرة. ويُوضح الفيلم مدى استفادة المزارعين في توغو الذين يتلقون الدعم الحكومي للزراعة عن طريق الأموال النقالة التي توزع من خلال محفظة إلكترونية.

<<معرض الصور وأفلام الفيديو القصيرة الفائزة في مسابقة سيجاب للتصوير لعام 2018.

_______________________________________

المجموعة الاستشارية لمساعدة الفقراء (سيجاب) هي شراكة عالمية تضم أكثر من 30 منظمة رائدة تسعى إلى تعزيز خدمات الشمول المالي. وتعمل سيجاب على تطوير حلول مبتكرة من خلال البحوث العملية والحوار النشط مع مُقدِّمي الخدمات المالية وواضعي السياسات ومؤسسات التمويل لتطبيق تلك النُهُج على نطاق واسع. وتجمع سيجاب، التي يقع مقرها في البنك الدولي، بين نهج عملي لتنمية الأسواق المسؤولة وبرنامج توعية يستند إلى الأدلة والشواهد لزيادة حصول الفقراء على الخدمات المالية التي يحتاجون إليها لتحسين أحوالهم المعيشية. 

مسؤولة الإعلام: إستر لي روزن، سيجاب، erosen@worldbank.org.

اترك تعليق

يقوم فريق تحرير البوابة بمراجعة وإدارة نشر التعليقات. نرحب بالتعليقات التي تقدم ملاحظات وأفكار ذات صلة بالمحتوى المنشور. تعلم المزيد.